الثلاثاء، ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٩

تقرير "جولدستون" يواصل إثارة الأزمات بإسرائيل.. محللون إسرائيليون يعتبرونه نهايًة لشرعية تل أبيب ونتنياهو يعلق: لم نعد قادرين على شن حروب طويلة


تباينت ردود الأفعال الإسرائيلية إزاء قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتبني تقرير جولدستون الذي يدين جرائم الحرب التي ارتكبتها تل أبيب إبان عدوانها على غزة في يناير الماضي .
وزعم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن تبني تقرير جولدستون يضر بجهود حماية حقوق الإنسان ونشر السلام، مؤكدًا أن يد تل أبيب لن تكون "طليقة" خلال الحروب المقبلة، ولم تعد قادرة على شن حرب طويلة مثلما فعلت في حرب لبنان عام 2006 التي استمرت 34 يوماً أو على قطاع غزة مطلع هذا العام التي استمرت 23 يومًا.
ووصفت الخارجية الإسرائيلية تبني مجلس حقوق الإنسان للتقرير بـ"الظالم والجائر"، زاعمًة أيضًا بأنه يضر بالجهود المبذولة لحماية حقوق الإنسان التي تتفق مع القانون الدولي ونشر السلام بالشرق الأوسط. مشددًة على أن تل أبيب ستواصل تطبيق حق الدفاع عن النفس وستعمل على الحفاظ على أمن سكانها، على حد زعم الوزارة.
وأبلغ أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلى، السفارة الصينية بتل أبيب بمقاطعة وزارته لاحتفالات الصين بمناسبة مرور 60 عاما على الحكم الشيوعي ببكين كرد فعل على تأييد الصين تقرير جولدستون .
كما وصف داني أيالون نائب وزير الخارجية القرار بأنه يثير "الاشمئزاز ويشجع على الإرهاب"، معربًا عن تقديره للدول التي صوتت ضد القرار والتي امتنعت عن التصويت.
وأضاف أيالون: إسرائيل" لن تتعلم الأخلاق من الدول التي أيدت القرار، وهذه الدول بعيدة كل البعد عن احترام حقوق الإنسان، على حد قوله .
ودخل على خط الهجوم، إيلي يشاي، وزير الداخلية الإسرائيلي، الذي زعم في تصريحات لوسائل الإعلام العبرية بأن الجيش الإسرائيلي تعامل مع الأبرياء في قطاع غزة بـ "قفاز من حرير"، معتبرًا أن قرار مجلس حقوق الإنسان "مهزلة دبلوماسية ومناهض لإسرائيل" .
وفي المقابل، اعتبرت تسيبي ليفني، زعيمة المعارضة الإسرائيلية، أن التصويت كان سياسيًا وسافراً بشكل بارز موضحة أن تل أبيب ستواصل الدفاع عن مواطنيها أمام الإرهاب حتى إذا تطلب الأمر عمليات عسكرية ، على حد زعمها.
واعترف دانيال هرسيكوفبتش، وزير العلوم الإسرائيلية، بهزيمة بلاده على يد الدول العربية في مجلس حقوق الإنسان، قائلاً في تصريحات للإذاعة العبرية: مرة أخرى تثبت الدول العربية في مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة، نجاحها في تمرير تقارير ملفقة ضد تل أبيب على تعبيره.
ووصف يوسي سريد، وزير التعليم الإسرائيلي الأسبق، محمود عباس يـ
الإنسان الميت الذي قتله رئيس الوزراء نتنياهو وإيهود باراك، مضيفًا: ما حدث في نهاية اجتماع غاضب ضم الثلاثة خرج باراك ونتنياهو وتركا على الطاولة حبة سيانيد سامة، وما لبث الرئيس الفلسطيني أن قام بعمل عدة تليفونات عبر الأطلنطي، ثم شعر باليأس فابتلع الحبة السامة، في إشارة إلى تقرير جولدستون.
على صعيد آخر، اعتبر ألوف بن، المحلل السياسي بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن انعكاسات تقرير جولدستون تتعدى احتمالات ملاحقة المسئولين السياسيين أو العسكريين قضائياً بل عن الأمر قد يصل إلى فقدان تل أبيب شرعيتها.
ولفت إلى أن إسرائيل لم تستوعب أن قواعد اللعبة في الشرق الأوسط تغيرت مع وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما للبيت الأبيض، وخلافاً للحرب الثانية على لبنان التي انتهت بوقف للنار، فإن حرب غزة ما زالت مستمرة دبلوماسياً ويتحتم على إسرائيل مواجهة انعكاساتها في عهد أوباما الأقل تودداً من عهد سلفه جورج بوش .
بينما رأى ناحوم برنياع، كبير المعلقين بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن نتنياهو أدرك استحالة خوض تل أبيب حروب قصيرة في المستقبل، لأنه كلما طالت الحرب اشتدت وطأة اليوم التالي، موضحا أن المعركة أصبحت على المدى البعيد وتتعلق بالرأي العام العالمي .

ليست هناك تعليقات: