السبت، ٣ أكتوبر ٢٠٠٩

تنصير واجهة البلد

البعض ـ بحسن نية ـ يتسائل مع كل "فتنة" تنشأ بسبب بناء كنيسة بدون ترخيص: ماذا يضير الإسلام والمسلمين من بناء كنيسة هنا أم هناك؟!
المشكلة ليس في بناء كنيسة أو أكثر.. المشكلة في سياسة "تنصير" الشكل الحضاري المصري، وفق منهج وسياسة واضحة وصارمة تنتهجها الكنيسة الأرثوذكسية.. والتي أحيانا تتجاوز حدود "الأدب" باختيار الأماكن التي تستفز الأغلبية المسلمة مثل "الميادين العامة" وسط المدن الكبرى والتحرش بالمساجد من خلال شراء اراضي مجاورة لها لابناء كنائس عليها، واستغفال الدولة والناس بشراء البيوت والمنازل بأسعار خيالية ثم تحويلها ـ بالتدرج ـ إلى كنائس.. إذ يستقيظ المواطن صباحا ليجد بيته في الشارع بجوار كنيسة لم تكن موجودة قبلها بسويعات!
لقد دعاني صديق لي، لزيارة الإسماعيلية ليطلعني عن قرب، لحجم الاستفزاز التي يتعرض له المسلمون هناك، حيث تنتشر الكنائس بشكل "هستيري" .. فشارع "المدارس" وهو شارع معروف في المدينة تحولت بعض منازله إلى كنائس كبيرة، على الرغم من انه على بعد خطوات قليلة من "ميدان الفردوس" أكبر ميادين "عروس القناة" والذي بنيت فيه كاتدرائية ضخمة تحاكي كاتدرائية العباسبة القلاعية التي بناها لهم جمال الناصر الذي يلعنونه الآن آناء الليل وأطراف النهار!
الأنبا مكسيموس.. البابا الموازي للأقباط الأرثوذكس.. قال في حوار لقناة الجزيرة الفضائية، إن 65% من الكنائس المنتشرة في مصر الآن بنيت بدون تراخيص.. يعني بالبلطجة وتحدي القانون..
وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، د. مفيد شهاب، قال لإحدى قنوات ساويرس الفضائية، إن عدد الكنائس التي بنيت في الـ 25 عاما الأخيرة يفوق ما تم بناؤه في مائة عام!
شهاب لم يحدد عدد "الكنائس المشروعة" وتلك التي بنيت بتحدي الدولة وقوانينها .. الرجل قال الاجمالي بدون تحديد، واتمنى أن يكون لدى الدولة الجرأة في الإعلان عن عدد الكنائس التي بنيت بالتعدي على الشارع والأراضي وعلى المشاعر العامة من المسلمين!
السؤال عن ماذا يضير الإسلام والمسلمين إن بني كل يوم كنيسة في مصر "المسلمة" هو سؤال ساذج، لأن ما يحدث اليوم هو مخطط لـ"تنصير مصر".. لا نريد أن نقول إنه يشابه مخطط "تهويد القدس".. وإنما على أقل تقدير يستهدف الانتماء الثقافي والديني الحضاري لمصر "العربية ـ الإسلامية".. إنه يبتغي تغيير "هوية مصر" .. والهوية يا عقلاء البلد ملف "أمن قومي" ولا يحتمل ترف الكتاب وثرثرة المثقفين، وتعلموا من الغرب الذي لا "يهزر" في هذه المسألة .. فيقيم الدنيا ولا يقعدها "قلقا" على هويته المسيحية واليهودية من انتشار الحجاب وتفشي المآذن.
اتمنى أن يهمس عاقل ورجل رشيد في أذن البابا شنودة وينصحه أن يكف أيدي القساوسة عن اللعب بالنار واللعب في عقول عوام البسطاء والطيبيبن من الإخوة الأقباط وتحويلهم إلى "وقود" لفتنة نسأل الله تعالى بأن يجنب مصر الوقوع في براثنها.. فالبلد ما هياش ناقصة.

محمود سلطان (المصريون) : بتاريخ 2 - 10 - 20

ليست هناك تعليقات: