الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠

تساءل: ماذا تنتظرون بعد كلام نتانياهو؟.. قائد المقاومة في حرب أكتوبر يستنفر الحُكّام "المتخاذلين" لحماية الأقصى حتى لا ينالهم عقاب الله


ناشد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس في حرب أكتوبر 1973، القادة العرب الذين سيحضرون القمة العربية المقررة الأسبوع القادم في مدينة سرت الليبية، اتخاذ رد فعل قوي يحفظ للمسجد الأقصى حرمته من الاعتداءات الإسرائيلية، ويحميه من مساعيها الرامية لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وحث في مناشدته التي توجه بها في بيان أرسل إلى "المصريون" نسخة منه، القادة العرب والمسلمين على الاضطلاع بمسئولياتهم تجاه ثالث الحرمين الشريفين، والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية عليه، مشددا على أن هذا الأمر واجب على الجميع حكاما ومحكومين، ولا يقتصر كما يعتقد البعض على الفلسطينيين.
وطالب الشيخ حافظ سلامية بسحب مبادرات التسوية التي يطرحها القادة العرب والتي تقابل بالاستهزاء من قبل إسرائيل، في إشارة إلى مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002، والتي قابلتها إسرائيل بالتجاهل وعدم اللامبالاة منذ طرحها، مع الاستمرار في سياسات تتنافى مع التوجه العربي للسلام.
وتساءل في بيانه قائلا: "من الذي أعطى الولاية لمقدساتنا لينفردوا بها ويقدموا المبادرات تلو المبادرات رغم ما يحيكه أعداء الإسلام"، وتابع متوجها للقادة العرب والمسلمين: "ماذا تنتظرون بعد ما انبرى بكل وقاحة رئيس وزراء الإسرائيلي نتانياهو بالأمس أمام "إيباك" وبحضور أعضاء الكونجرس الأمريكي والنواب والرئيس باراك أوباما الذي خدع والشعوب الإسلامية بأنه سيكون نصيرا للقضايا الإسلامية وإنهاء الحروب التي تورط فيها سلفه جورج بوش".
وكان يشير بذلك إلى تصريحات نتانياهو بأن القدس المحتلة في عام 1967 "ليست مستوطنة وإنما عاصمة أبدية لدولة إسرائيل"، إذ حذر سلامة من ضياع المسجد الأقصى، في ظل حالة الصمت العربي والإسلامي تجاه الممارسات الأخيرة حيث افتتح اليهود ما يسمونه بـ "كنيس الخراب" على بعد أمتار من المسجد الأقصى والذي يمهد بحسب مزاعمهم لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وحذر القادة العرب من استمرار تهاونهم تجاه الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المسجد الأقصى مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستدرك قائلاً: "أيضيع المسجد الأقصى وأنتم أحياء فكيف يكون جوابكم أمم الله تبارك تعالى وأمام شعوبكم تاريخيًا"؟، معتبرًا أن "تلك الأمانة لا يمكن أن تتخلوا عنها وتتركوها لبعض من حكام العرب ليتاجروا فيها لصالح أعداء الإسلام، ولنا ولكم في تاريخنا المعاصر مثلاً يحتذي به".
وضرب المثل بالمقاومة في أفغانستان في مواجهة قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة منذ الغزو الأمريكي له في أواخر 2001، كدليل على أن خيار المقاومة هو الحل لتخليص الفلسطينيين من الاحتلال القابض عليهم منذ أكثر من 60 عامًا، مشيرًا إلى أن "شعب أفغانستان الذي صمد أمام أكبر تجمع عسكري شهده العالم بأسره، والذي تجمع منذ تسع سنوات ولم يخط على أرض أفغانستان بما لا يساوى عشرة في المائة من أرض أفغانستان، وسيطر الرعب على جميع هذه القوات المسلحة والتي تحمل أقصى ما وصل إليه العقل البشرى من أسلحة الدمار".
ومضى متسائلاً: "أنعجز يا سادة بشعوبنا أمام هذه الشرذمة من الأفاقين وإن شعب العراق الصامد أمام تلك الجيوش صمد سبع سنوات وتحدى جميع تلك الجيوش بأممهم، وما حرب غزة وصمود أهلها بعد حصار ثلاث سنوات وخوضها الحرب الغير متكافئة عنا ببعيد وصمودهم في الحرب والمواجهة ثلاثة وعشرين يوماً اضطرت إسرائيل إلى طلب وقف إطلاق النار".
وختم مناشدًا ملوك ورؤساء العالم الإسلامي: قفوا مع شعوبكم ولا تحركوا جيوشكم العسكرية بل دعوا شعوبكم ليشاركوا إخوانهم لتحرير أرضنا المقدسة المغتصبة والمسجد الأقصى الأسير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فهي فريضة على كل مسلم في أرض الله ليكتب لكم عند الله تبارك وتعالى ويسجل تاريخكم أنكم وقفتم وشعوبكم لتحرير مقدساتنا المغتصبة والمسجد الأقصى والله يفقكم.

ليست هناك تعليقات: