الثلاثاء، ١٦ مارس ٢٠١٠

وصفوا أنفسهم بأنهم الأكثر قوة بالشارع.. "الإخوان": سنؤيد الرئيس مبارك حال وافق على تغيير الدستور واستجاب لمطالب الإصلاح

قللت جماعة "الإخوان المسلمين" من أهمية ما يتردد عن عقد صفقات بين الحزب "الوطني" وعدد من أحزاب المعارضة خلال هذه الفترة بمنحها عددا من مقاعد البرلمان مقابل تحجيم الجماعة وإقصائها عن البرلمان القادم، قائلة إن هذه الصفقات ستبوء بالفشل وإن النظام لن يفلح في محاولاته الرامية لتحجيمها.

أكد المهندس سعد الحسيني عضو الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان" وعضو مكتب الإرشاد بالجماعة أن الصفقات التي يعقدها الحزب الحاكم مع الأحزاب الأخرى في محاولة لإقصاء "الإخوان" عن البرلمان سيكون مصيرها الفشل، لأن الجماعة تحظى بشعبية ومكانة كبيرة بين جميع فئات وطوائف الشعب المصري، وأن محاولات إقصائها عبر التزوير والصفقات لن ينجح في تحجيمها بالشارع السياسي.

وأعرب عن أسفه لما تم الكشف عنه من صفقات بين النظام وأحزاب المعارضة، وقال إن هذا "أمر مؤسف ويلحق بمن يقوم به العار"، ونفى أن يكون الإخوان قد دخلوا في مفاوضات مع الحزب الحاكم لعقد صفقات، لأنهم يرفضون هذا المبدأ، وحذر من محاولة النظام استمالة المعارضة بعقد صفات معها، مؤكدا أنه ذلك من شأنه تفتيتها وتدميرها ليلتهمها الواحدة بعد الآخر.

بيد أن الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان، والمتحدث الرسمي باسم الجماعة وصف أحزاب المعارضة بأنها ليس لها أي شعبية في الشارع وتفتقد الدعم الجماهيري وتخضع لسيطرة النظام الحاكم ولا تمثل منافسا حقيقيا للنظام الحاكم على الساحة السياسية، وأكد أنه لا يستبعد عقد الصفقات بين الحكومة وبعض الأحزاب السياسية لإيجاد معارضة ديكورية في البرلمان.

وتوقع في ضوء ذلك أن تتصاعد حملة الاعتقالات في صفوف الإخوان خلال الفترة القادمة مع اقتراب انتخابات مجلس الشورى في أبريل ومجلس الشعب في نوفمبر، لإقصاء أقوى منافس للحزب "الوطني" على الساحة السياسية في مصر، متهما النظام الحاكم بأنه يخاف ويخشى الدخول في منافسة شريفة ونزيهة مع الإخوان لذلك يقوم بشن حملات الاعتقال ضدهم في محاولة لمنعهم من المشاركة في الانتخابات القادمة.

من جانبه، لم يستبعد القيادي الإخواني الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس الشورى العام للجماعة ما تردد عن عقد صفقة بين "الوطني" وحزب "الوفد"، قائلا إن تاريخ الأخير يؤكد أنه يقبل عقد الصفقات وهو ما يعد أمرا مشينا ولكننا في الإخوان لم نستغرب أو نندهش عن تفاصيل الصفقات خاصة وأن النائب الوفدي محمد عبد العليم داوود وزميله محمود الشاذلي سبق وأن كانا أول من كشف هذه الصفقات.

وردا على الاتهامات الموجهة للإخوان بأنهم عقدوا أيضا صفقات مع النظام وأن المرشد السابق محمد مهدى عاكف اعترف بعقد صفقات مع الحكومة في انتخابات عام 2005، قال حشمت إن ما قام به عاكف ليس صفقة لأن معنى كلمة صفقة هو تقديم تنازلات والإخوان يرفضون مبدأ تقديم تنازلات على حساب المبادئ التي يؤمنون بها، وأضاف: الصفقة تعني أن يعطي النظام شيئا للإخوان مقابل السكوت عن أمور معينة وهو ما لم يحدث، خاصة وأن نواب الجماعة في البرلمان يكشفوا بصفة مستمرة عن وقائع الفساد.

وأكد حشمت أنه بصدد إصدار كتاب قريبا يفضح وقائع فساد وتزوير يندى لها الجبين، موضحا في الوقت ذاته أن "الإخوان" سيعلنون تأييدهم للرئيس حسني مبارك في حال وافق على تغيير الدستور الحالي وقام بالاستجابة لمطالب الإصلاح الذي يتطلع له الشعب المصري، ومضى قائلا: في تلك الحالة سيعلن الإخوان تأييدهم لمبارك لكننا نعرف أن النظام الحاكم لا يستطيع الاستجابة لمطالب الإصلاح، لأن أركان هذا النظام أصبحوا غير قادرين على ذلك ولا يملكون إرادة التغيير والإصلاح، على حد قوله.

ليست هناك تعليقات: