الجمعة، ٥ مارس ٢٠١٠

تلاسن علني بين موسى والمعلم.. القاهرة والرياض قادتا وزراء الخارجية العرب لتأييد استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل

علمت "المصريون" أن القاهرة والرياض مارستا ضغوطا شديدة خلال اجتماع وزراء خارجية العرب بالقاهرة أمس لانتزاع قرار بدخول السلطة الفلسطينية في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسيط الأمريكي، وتوجا ذلك بموافقة الأغلبية رغم معارضة سوريا الشديد مؤيدة من بعض الدول مؤكدة عدم جدوى العودة للمفاوضات.
وشهد الاجتماع تلاسنا بين الأمين العام للجامعة عمرو موسي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، حين قاطع الأخير الأول مرارا أثناء إلقائه البيان الختامي عندما تحدث عن وجود إجماع عربي خلال اجتماع لجنة المبادرة العربية على استئناف فاعترض الوزير السوري علي الأمر وأكد غياب الإجماع، مشيرا أن لجنة المبادرة العربية ليس من واجباتها فرض قرارات علي السلطة الفلسطينية.

وقررت اللجنة الوزارية العربية لمتابعة مبادرة السلام في ختام اجتماعها أمس برئاسة قطر إعطاء الفرصة لمباحثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة أخيرة تسهيلا لدور الولايات المتحدة على أن تكون للمباحثات حد زمني أربعة شهور، رغم عدم الاقتناع بجدية إسرائيل في السلام.

وتلا الأمين العام للجامعة العربية في افتتاح الدورة الـ 133 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بيان لجنة متابعة مبادرة السلام، الذي يؤكد على أن المفاوضات الفلسطينية المباشرة تتطلب وقف كاملا للاستيطان، في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، وأن المباحثات غير المباشرة المقترحة من قبل الولايات المتحدة لن تؤدي إلى ملء الفراغ الذي خلقته الإجراءات الإسرائيلية في ضوء الانتهاكات في الضفة والقدس والمسجد الأقصى، وغزة، مما قد يؤدى إلى فشل هذه المباحثات.

وقال موسى إن البيان يؤكد أنه رغم عدم الاقتناع بجدية إسرائيل في السلام، إلا أن اللجنة رأت أنه بهدف إعطاء الفرصة لمباحثات غير مباشرة في محاولة أخيرة، وتسهيلا لدور الولايات المتحدة، فقد قررنا أن تكون المباحثات لها حد زمني مدته أربعة شهور، وأشار إلى أنه يجب ألا تنتقل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا، بل وفق ضوابط معينة وضعت في بيان مجلس الجامعة العربية الأخير في نوفمبر الماضي.

وأضاف أن اللجنة قررت طرح الإجراءات الإسرائيلية في القدس على محكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والطلب من كافة وزارات الخارجية العربية التنسيق الفوري مع الأمانة العامة لتحقيق الهدف، وتبليغ المجموعة العربية في "اليونسكو" بالتحرك في مواجهة قرار إسرائيل غير الشرعي لضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح.

وشددت على اللجنة على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل فوري، والطلب من الولايات المتحدة اتخاذ موقف في هذا الشأن، وقررت عقد اجتماع للجنة في الأسبوع الأول من شهر يوليو.

وفي حال فشل المباحثات غير المباشرة، هدد البيان بأن الدول العربية سوف تدعو لعقد اجتماع مجلس الأمن لمعالجة النزاع العربي الإسرائيلي بشكل كامل، والطلب من الولايات المتحدة عدم استخدام الفيتو لأن فشل المفاوضات غير المباشرة والوضع في الأراضي الفلسطينية يتطلب ذلك.

وأقر موسى بأنه كان هناك آراء مختلفة فيما يتعلق بموضوع المفاوضات غير المباشرة، فهذه المسألة حساسة ونحن في إطار محاولة أخيرة.

وأعرب وزير الخارجية السوري عن تحفظ بلاده في البند الرابع للبيان المتعلق بالدخول في مفاوضات غير مباشرة، وقال إنه لم يكن هناك إجماع في البيان الذي صدر فوفد سوريا أكد أن مثل هذا التفويض للسلطة ليس من اختصاص لجنة المبادرة السلام العربية، التي وجدت للترويح لمبادرة السلام ليس لإعطاء تفويض.

وقال المعلم إن قرار الذهاب للمفاوضات، هو قرار فلسطيني أولا وأخيرا سواء مباشرة أو غير مباشرة، الجانب الفلسطيني أدلى بما لديه من ضمانات ، مشددا على أن البند الرابع لم يكن فيه إجماع.

ليست هناك تعليقات: