الأحد، ٨ مارس ٢٠٠٩

مكالمة من جمال مبارك لصفوت الشريف أنهت الأزمة.. جالاوي يدخل مصر "مؤقتا" وإصابة عضوين بقافلة في اشتباكات مع الشرطة

أصيب اثنان من المرافقين لقافلة "شريان الحياة البريطانية" في اشتباكات مع قوات الأمن المصرية، بعد رفضها السماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، وتحويلهم إلى معبر العوجة الذي تسيطر عليه إسرائيل.وأكد عضو مجلس العموم البريطاني جورج جالاوي، الذي يقود القافلة، أن عقبات تواجه خط سير القافلة بعد عرقلة السلطات المصرية دخولها القطاع عبر معبر رفح البري، موضحًا أن هناك صعوبات تواجه القافلة التي ما زالت موجودة في مدينة العريش. وعبر جالاوي عن إصراره الشديد على دخول غزة عبر معبر رفح، مشيرًا إلى أنه لن يقبل بدخول القطاع بدون القافلة والوفود المرافقة لها. وكان العشرات من المشاركين في القافلة تظاهروا مرددين هتافات ضد قوات الأمن المصرية التي أبلغتهم بأن القافلة لن تمر من معبر رفح، وأنه سيتم تحويلهم لمعبر العوجة الذي تسيطر عليه إسرائيل.وحاصرت قوات الأمن أعضاء القافلة مهددة باستخدام القوة في حالة رفضهم الانصياع إلى تعليمات الأمن بشأن عبور القافلة من معبر العوجة، وقد وقعت اشتباكات بين بعض سائقي الشاحنات الذين أصروا على الدخول من معبر رفح وبين قوات الأمن التي منعتهم.وطلبت قوات الأمن من أعضاء القافلة عدم التحرك كقافلة واحدة من مدينة العريش صوب منطقة رفح وإنما على هيئة قوافل صغيرة تحت الحراسة الأمنية، ورفضت سلطات معبر رفح مطلب جالاوي أن يسمح للقافلة للعبور من معبر رفح، ولم توافق إلا على عبور 20 شاحنة صغيرة فقط محملة بالأدوية من الدخول إلى المعبر.ولحق جالاوي بالقافلة أمس الأول بعد أن سمحت له السلطات المصرية بدخول الأراضي المصرية عبر مطار القاهرة، إثر رفع اسمه مؤقتا من قوائم الممنوعين من دخول البلاد، بعد اتصال هاتفي أجراه جمال مبارك أمين السياسات بالحزب "الوطني" من واشنطن مع صفوت الشريف الأمين العام للحزب وأحمد عز أمين التنظيم للسماح له بالدخول.وسبق أن تعرض جالاوي للاحتجاز مدة 15 ساعة في مطار القاهرة في فبراير 2006، حيث أجلس على مقعد حديدي لوجود اسمه ضمن قائمة الممنوعين من دخول البلاد قبل أن يسمح له بالدخول عقب تدخل جهة سيادية، إلا أنه رفض وفضل العودة إلى لندن.وعلمت "المصريون" من مصادر مطلعة بالحزب "الوطني"، أن السماح للنائب البريطاني بدخول الأراضي المصرية، جاء بعد أن أبدى جمال مبارك تخوفه من أن يتم استغلاله منعه من قبل الصحافة البريطانية والأمريكية لإظهار الحكومة المصرية بمظهر غير ديمقراطي، وهو ما دفعه للطلب من الشريف وعز أن يتم استقباله بشكل لائق في مطار القاهرة، وبالفعل كان في استقباله الدكتور محمد عبد اللاه، والدكتور محمد كمال عضوا لجنة "السياسات" بالحزب "الوطني".ووفقا للمصادر نفسها، فإن السفارة المصرية في لندن أبلغت جالاوي رفع اسمه من قوائم الممنوعين من الدخول لمصر بتعليمات من جمال مبارك لمرافقة قافلة المساعدات الإنسانية البريطانية. وكانت "المصريون" انفردت بالكشف عن مفاوضات بين جالاوي والسفير المصري في طرابلس يوم الثلاثاء الماضي بشأن دخول القافلة والسماح له بمرافقتها، وهي المفاوضات التي اشترطت عليه الاعتذار في بيان رسمي للرئيس حسني مبارك عن الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها إليها في سياق مقابلة صحفية مع وكالة "يونايتد برس انترناشيونال" في يناير الماضي.لكن جالاوي رفض الاعتذار مفضلا الرجوع إلى لندن من ليبيا وعدم مرافقة القافلة، وقد عاد بالفعل إلى العاصمة البريطانية، إلى أن اتصلت به السفارة المصرية بلندن وطلبت منه السفر للقاهرة لمرافقة القافلة.كما انفردت "المصريون" بالكشف عن أن السلطات المصرية سترفض عبور القافلة من معبر رفح استجابة لضغوط إسرائيلية في هذا الشأن، وعن منع دخول جالاوي من الأراضي الليبية وهو ما تحقق فعلا.إلى ذلك، ناشدت الحكومة الفلسطينية المقالة السلطات المصرية بالسماح بدخول القافلة من معبر رفح، وأوضح وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة المقالة احمد الكرد في مؤتمر صحفي عقده عند معبر رفح أن "رئيس القافلة عضو مجلس العموم البريطاني جورج جالاوي أجرى مفاوضات مع السلطات المصرية في معبر رفح لإدخال القافلة والمتضامنين لكن المفاوضات فشلت".وأوضح الكرد أن القافلة عادت إدراجها إلى مدينة العريش بعد أن كانت على بعد أمتار من معبر رفح مشيرا إلى أنها ستعود يوم الاثنين إلى المعبر في محاولة للعبور إلى غزة.وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم تعبر القافلة إلى قطاع غزة بسبب الرفض المصري لعبورها من معبر رفح، وبسبب تعنت إسرائيل التي ترفض عبور بعض المواد الإغاثية من معبري العوجة، أو كرم أبو سالم بزعم أنها تقد تساعد حركة "حماس" في تصنيع أسلحة.وكانت القافلة قد تحركت من ساحة "منيستر" بجوار ساعة "بيج بين" في لندن في 14 فبراير الماضي وعبرت بلجيكا وفرنسا وأسبانيا ثم المغرب والجزائر وتونس قبل أن تصل إلى مصر فجر الخميس الماضي.وقد حظيت القافلة باستقبال في الدول التي مرت بها، حيث استقبلها محمد السادس ملك المغرب عند وصولها الأراضي المغربية، كما استقبلها وزير الخارجية الجزائري، بعد أن عبرت إلى الجزائر، إثر فتح حدودها المشتركة مع المغرب لأول مرة منذ سنوات، وفي تونس، قامت السلطات بتوفير إقامة مجانية في الفنادق لأفراد القافلة، ووفرت لهم كميات الوقود الكافية لسياراتهمووفقا الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب "الوطني" فإن القافلة تضم 257 شاحنة وحافلة وسيارة منها 107 من بريطانيا و96 من ليبيا و54 من الحزب الوطني ويصل طولها إلي 3.5 كيلومتر ويرافقها 645 شخصا.

ليست هناك تعليقات: