السبت، ٧ مارس ٢٠٠٩

دراسة أمريكية تستبعد تولي جمال مبارك الرئاسة لـ "ضعف الخبرة"

وضعت الكاتبة الأمريكية ميشال دان، سيناريوهات عدة لليوم التالي لانتهاء حكم الرئيس حسني مبارك، وتحدثت عن أبرز المرشحين لخلافته، وجعلت على رأس هؤلاء نجله جمال، أمين "السياسات" بالحزب "الوطني"، لكنها أشارت إلى أن هناك عراقيل ربما تحول دون وصوله إلى السلطة على نحو يصفه المعارضون بـ "التوريث".وقالت في دراسة مطولة على موقع "the American interestonline"، "عندما تقع الواقعة سيهتز العالم، فمبارك الثمانيني رئيس أكبر دولة عربية منذ أكثر من ربع قرن سيترك السلطة طوعا ونزولا على إرادة القدر وقد يحدث ذلك في غضون ثلاثة أعوام"، وذكرت أن انتقال السلطة في مصر سيختلف تماما عن الحالتين السابقتين من الرئيس جمال عبد الناصر إلى الرئيس أنور السادات في عام 1970 ومن الأخير لمبارك عام 1981.وعزت هذا الاختلاف إلى أنه لا يوجد نائب للرئيس كما في المرتين السابقتين اللتين نقلت فيهما السلطة، موضحة أن مبارك يرفض تعيين نائب له، خوفا على انقلابه عليه، وهو نفس السبب الذي دفعه للتخلص من مسئولين كبار أصحاب شعبية، خاصة المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، والذي توفى مؤخرا، ووزير الخارجية الأسبق عمر موسى.وأشارت إلى أن مبارك أبعد القوات المسلحة عن السياسية وعزز ولاءها للرئاسة، ولم يعد هناك ضباط أصحاب شعبية حتى في المناصب الرفيعة، وعلى هذا النحو أصبحت معرفة من سيخلف مبارك مسألة تخمين من الدرجة الأولى.ولفتت إلى التغيرات التي شهدتها مصر منذ 1999 في بداية الولاية الرئاسية الرابعة لمبارك، وكيف جاء نجله جمال من لندن ليتصدر المشهد السياسي في مصر، ثم وضعت الكاتبة سيناريو لاشتعال السلطة، حينما يترك مبارك الحكم، ووقتها سيتم ترشيح واحد من ثلاثة؛ جمال مبارك أو الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، أو شخص من مؤسسة سيادية أخرى.وترى الكاتبة أن ضعف فرص رئاسة جمال مبارك يعد لثلاثة أسباب، أن المصريين يرفضون توريث الحكم من الأب لابنه، وأنه لا يتمتع بالدعم القوي من المؤسسات السيادية، ولأنه شخصية ضعيفة لدرجة أنهم لا يأخذونه مأخذ الجد.وتفسر الدراسة العائق الأول على أنه احتجاج شعبي على حكم مبارك، وليس تحليلا جادا فرغم قوة المجتمع المدني لشكل أكبر عما كانت عليه قبل عقدين من الزمان، إلا أنها أضعف من أن تمنع جمال مبارك من تولي الحكم.أما العقبة الثانية، فهي أنه قد لا يحصل على الدعم المطلوب من المؤسسة السيادية، وهو أمر يستحق النظر فيه بجدية أكثر، فجمال سيكون الرئيس المدني الأول لمصر منذ العهد الملكي، وقد لا يعتني بأبناء المؤسسة بالشكل الأمثل وربما يتساءلون حول قدرته على تثبيت الاستقرار الداخلي في مصر وتأمينها من الاحتلال والمغامرات الأجنبية. لكنها قالت إن هناك مؤشرات بأن جمال مبارك يحاول اختراق هذا البناء الصلب مستفيدا من القضاء على المكون السياسي في جدرانه ومن نفوذه المتزايد ومن حرصه ألا يغضب الآخرين.في حين تتمثل العقبة الثالثة في أن جمال شخص ضعيف جدا، وهي أيضا عقبة مهمة، فلو شغل مقعد الرئيس سيكون رئيسا شرفيا، وستقدم جهات أخرى للحكم من خلف الكواليس، ولكن ثمة رأي أخر يقول إنه يصطنع الضعف بشكل ذكي لكي يتفادى إزاحته تماما كما فعل السادات ومبارك عندما كانا نائبين، بحسب ما تقول الدراسة. وانتهت إلى القول، بأن الذين يعتقدون بأن جمال لن يكون رئيسا يراهنون أن الشخصيات الرئيسية في "الحرس القديم" وآخرين سيزيحون جمال مبارك ويختارون إما واحدا منهم، أو شخصا ثقة ليصبح الرئيس القادم
كتب حسين البربري (المصريون): : بتاريخ 6 - 3 - 20

ليست هناك تعليقات: