الأربعاء، ١٨ فبراير ٢٠٠٩

مخاوف إسرائيلية من وقوع أزمات دبلوماسية بسبب تصريحات قصف السد العالى



قبل ساعات من بدء المشاورات الفعلية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة فى مقر الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز.. دخلت العلاقات المصرية - الإسرائيلية بقوة على خط المفاوضات والمساومات بين الأحزاب الإسرائيلية لتشكيل الائتلاف الحكومى القادم.
فقد صرح أعضاء فى حزب الليكود بأنهم يعارضون تنصيب أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا وزيرا للدفاع أو الخارجية بسبب هجومه المتكرر على مصر، والرئيس مبارك، وتهديده الشهير بقصف السد العالى.
تصريحات أعضاء الليكود استبقت عودة ليبرمان من إجازته فى بيلاروسيا استعدادا للمشاورات الحزبية التى تبدأ فى السادسة من مساء اليوم بمقر الرئيس الإسرائيلى لتحديد اسم المرشح لتشكيل الائتلاف.
وكان «ستاتس جانيكوف» رئيس طاقم مفاوضات حزب إسرائيل بيتنا - القوة الثالثة فى الكنيست ١٥ مقعدا - قد صرح لصحيفة معاريف أن: «ليبرمان لن يرضى إلا بحقيبة الدفاع أو الخارجية فى أى حكومة سواء بقيادة نتنياهو أو ليفنى».
وأضاف أن: «ليبرمان يريد وزارة الدفاع، وإذا لم يتمكن من هدفه، فقد يقبل بوزارة الخارجية. أما وزارة المالية فهى ليست ضمن أولوياته».
وقد شهدت دوائر الليكود حالة من الغليان بسبب تلكؤ ليبرمان فى تحديد اسم المرشح الذى يدعمه لتولى منصب رئيس الوزراء سواء كان نتنياهو أو ليفنى.
ويواصل ليبرمان لعبة التسويف حتى يقبل أحد المرشحين شروطه للانضمام للحكومة، وهى: التعهد بالقضاء على حماس، ورفض المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة معها، وإقرار قانون يربط بين الخدمة فى الجيش، وحقوق المواطنة.
وتغيير النظام الانتخابى، والاعتراف بالزواج المدنى، وتخفيف القيود التى تفرضها الحاخامية العليا على التحول إلى اليهودية.
تسيبى ليفنى زعيمة حزب كاديما، سارعت من جانبها، للإعلان عن موافقتها على شروط ليبرمان فى محاولة لخصم ١٥ مقعدا من تحالف اليمين الذى يستفيد منه نتنياهو، وتصل قوته إلى ٦٥ مقعدا فى الكنيست.
لكن فى أعقاب موافقة ليفنى على شروط حزب إسرائيل بيتنا، أعلن ليبرمان أنه ينتظر ردا سريعا من حزب الليكود أيضاً!
تسويف ليبرمان أثار غضبا واسعا فى صفوف الليكود. وصرح قياديون كبار فى الحزب لـ «معاريف» أن ليبرمان يؤجل قراره النهائى لكى يرفع سعره أثناء مفاوضات تشكيل الحكومة.
وقال مسؤولو الليكود: «من المستبعد منح حقيبة الدفاع أو الخارجية للرجل الذى قال عن مبارك (فليذهب إلى الجحيم)، وهدد بتدمير السد العالى، وإغراق الشعب المصرى فى مياه النيل».
يديعوت أحرونوت من جانبها أشارت إلى أن رغبة ليبرمان فى تولى واحدة من وزارتى الدفاع أو الخارجية تزيد من تعقيدات الورطة السياسية التى أفرزتها الانتخابات الأخيرة، وتصعب مهمة كل من نتنياهو وليفنى فى تشكيل حكومة بمعزل عن الآخر.
وتوضح الصحيفة أن ليبرمان قد يتشبث بموقفه فى ضوء أن التحقيقات التى تجريها معه الشرطة تحرمه من تولى وزارات مهمة مثل الأمن الداخلى، والعدل.
وحتى لو تمكن رئيس الوزراء القادم من منحه حقيبة المالية بعد فصل هيئة الضرائب عنها لتعارض المصالح، فإن المقربين من ليبرمان يؤكدون أنه لا يفضل هذه الوزارة، ويعتبرها اختبارا صعبا بسبب تفاقم الأزمة المالية العالمية، وامتداد آثارها إلى إسرائيل.
ويضيفون أن ليبرمان غير جاد فى مسألة تولى وزارة الدفاع، فهو يعتبرها ورقة مساومة، لكى يحصل فى النهاية على وزارة الخارجية.
غير أن مصادر بالليكود علقت على هذا السيناريو أيضا بقولها: «حتى وزارة الخارجية لن تكون من نصيب ليبرمان، فلدينا اعتراضات على أسلوبه، وطبيعة ردود أفعاله.
ولا يمكن أن ننسى هجومه المتكرر على الرئيس مبارك الذى كاد أن يتسبب فى أزمة دبلوماسية».
من جانبه اعتبر الدكتور أحمد حماد، رئيس شعبة الدراسات الإسرائيلية بمركز أبحاث الشرق الأوسط، أن تصريحات أعضاء الليكود تأتى فى إطار لعبة الابتزاز السياسى المتبادل بين الليكود وإسرائيل بيتنا.
وأضاف حماد: «تصريحات أعضاء الليكود ظاهرها الحق، وباطنها الابتزاز، فهى لا تأتى حرصا على العلاقات المصرية الإسرائيلية، وإنما كورقة ضغط يستخدمها الليكود فى إخضاع ليبرمان، وتخفيض سقف مطالبه للدخول فى ائتلاف حكومى برئاسة نتنياهو.
بينما يحاول الروسى ليبرمان الحصول على حقيبة الدفاع أو الخارجية لتكون بوابته الملكية نحو منصب رئيس الوزراء فى إسرائيل عام ٢٠١٢».


محمد عبود ١٨/ ٢/ ٢٠٠٩

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات: