الأحد، ١٥ فبراير ٢٠٠٩

دعاوى بتورط بمذابح الأرمن واضطهاد الاكراد

اسرائيل تكشر عن نابها الازرق لكبح المواقف التركية الشجاعة، وتخرج على تركيا بهجوم مباغت لتنقل الاخيرة من موقف الهجوم الى خندق الدفاع ، وذلك من خلال ما أثارته تصريحات قائد القوات البرية الاسرائيلي افي مزراحي التي اتهم فيها تركيا بالقيام "بمذابح ضد الارمن قديما واضطهاد الاكراد حديثا" .
قد يعتبره البعض محاولة اسرائيلية لرد الاعتبار لاحراج الرئيس الاسرائيلي في واقعة "دافوس" فشن الجنرال آفي مزراحي هجوما مضادا جاء فيه : "ان تركيا قامت بحرب ابادة ضد الارمن عام 1915 عندما قتل جنود عثمانيون مواطنين أرمن، كما تضطهد تركيا الاكراد في شمال العراق".
بدورها احتجت تركيا لدى اسرائيل على ما نسب الى الجنرال افي مزراحي من ان الاتراك ، واستدعت انقرة سفير اسرائيل لديها غابي ليفي الى وزارة الخارجية التركية لتوضيح الامر ومعرفة رأي بلاده الرسمي من تصريحات مزراحي. واشارت مصادرعسكرية تركية الى أن اقوال مزراحي ليست مقبولة وقد تمس سلبا بالعلاقات الثنائية بين اسرائيل وتركيا.
وإذا كان الموقف التركي في واقعة دافوس قد مَرَّ عليه فترة من الوقت, إلا أنه لا يزال حاضرًا بتداعياته في عُمْقِ المشهد السياسي العالمي, فضلًا عن العربي والإسلامي, كونه نابعًا من دولة إسلامية , وداعمًا لدولةٍ إسلامية أيضًا.
وفي نفس السياق حذر نواب أتراك اردوغان من خطورة دعم اللوبي اليهودي الأميركي للجهود الأرمينية لاعتبار حوادث عام 1915 التي قتل فيها جنود عثمانيون مواطنين أرمن إبادة جماعية، ولفت النواب الانتباه الى وجود "تحالف بين اللوبي اليهودي والأرمن" بهذا الشأن .
وكان عدد من النواب الاتراك قدموا تقريراً إلى أردوغان أوصوا فيه بـ "إزالة مخاوف الجالية اليهودية فوراً فيما يتعلق بالمواقف التركية المتشددة من السياسة الاسرائيلية "، حيث قام النواب - كنيت يوكسل وسوات كينيخوغلو من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ومدحت ميلين من حزب "الحركة القومية" – بزيارة الولايات المتحدة الأميركية في الاسبوع الاول من فبراير الجاري واعدوا تقريراً بعد محادثات أجروها مسؤولين أميركيين وممثلين عن عشر جمعيات ومنظمات يهودية.
وأفاد التقرير أن المنظمات اليهودية في واشنطن أبدت قلقها من تزايد "معاداة السامية في تركيا، والضرر اللاحق بدور تركيا كوسيط في المنطقة ووضع اليهود الأتراك في ضوء الإدانة التركية الرسمية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة".
جانب آخر من الضغوط التي أصبحت تواجه تركيا، جرّاء مواقفها من العدوان الغاشم على غزة، تمثل في التهديد بورقة انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي ، وهو ما بدأت تلعب عليه الجاليات اليهودية والصهيونية المنتشرةُ بالدول الأوروبية حاليا.
وزاد من الأزمة بين اسرائيل وتركيا ما أعلنه اردوغان بأنه "غير متفائل" لما اسفرت عنه نتائج الانتخابات الاسرائيلية " "وأسفه الشديد " وانتخاب الجمهور الاسرائيلي لاحزاب يمينية المتطرفة التي لاتريد تقدما في مسيرة السلام . وأن نتائج الانتخابات تزيد من "ضبابية" المستقبل بالمنطقة"
كما دعا اردوغان الحكومة الاسرائيلية الجديدة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني قائلا:" يجب ان يتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال الذي يرزخ تحته منذ عقود وحتى الآن" وتابع " هذا ضد حقوق الانسان".
بهذه المواقف اكتسب أردوغان شعبيةً كبيرة، وأصبح مُرَشَّحًا للعب دورٍ الوساطة في كافة الملفات بالمنطقة إذا طُلِبَ منه ذلك، فضلًا عما أدركه كثيرٌ من القادة العرب لأهمية هذا الدور, فجعلوا أنقرة قِبْلَتَهُمْ لحل القضية الفلسطينية, في الوقت الذي عكست فيه مواقف أردوغان وحكومته الداعمة للقضية والمقاومة انتماءَهُ الإسلاميَّ, الأمر الذي جعله يَحْظَى بشعبيةٍ كبيرةٍ في مظاهرات الاستقبال التي احتشدتْ عند عودته من دافوس.
وتعد حقيقة ما حدث للشعب الأرمني في عهد الإمبراطورية العثمانية منذ نحو تسعين عاما من أكثر المواضيع حساسية في تركيا. ويقول الأرمن إن الملايين منهم قتلوا في حملة إبادة ارتكبها الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، لكن تركيا تدعي إن الجانبين ارتكبا مذابح أثناء معارك ضارية.
تاريخ التحديث :-
محيط - أبوبكر خلاف

ليست هناك تعليقات: