الخميس، ١٩ فبراير ٢٠٠٩

بوادر توتر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد استدعاء وفد اقتصادي مصرى من "إسرائيل


فيما يعد مؤشر لبدء حالة من التوتر فى العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، كشفت مصادر صحافية عبرية النقاب عن إلغاء اجتماع اقتصادي مصري-"إسرائيلي" احتجاجاً على قرار الحكومة الصهيونية بتعليق التوصل إلى اتفاق التهدئة مع حماس بضرورة الإفراج عن الجندي المخطوف "جلعاد شاليط".وقالت صحيفة "هاآرتس" العبرية على موقعها الالكتروني بأن مصر أوقفت جلسة مناقشات كان يجريها وفداً اقتصادياً مصرياً رفيع المستوى فى القدس المحتلة، مع عدد من المسئولين ورجال الأعمال "الإسرائيليين"، لبحث سبل تدعيم التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأمرته بالعودة فوراً إلى القاهرة. موضحة بأن القرار المصري -غير المسبوق- جاء احتجاجاً على قرار المجلس الوزاري المصغر الصهيوني بالأمس، باشتراط الإفراج عن "شاليط" قبل التوصل إلى أية تسوية بشأن وقف إطلاق النار مع حماس.وأشارت الصحيفة العبرية إلى تصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية التى أكد فيها بأن قرار الحكومة "الإسرائيلية" يعد ضربة لجهود الوساطة المصرية للتوصل غلى تهدئة بين حماس و"إسرائيل". وقالت "هاآرتس" أن أعضاء الوفد الاقتصادي المصري، لمكون من مسئولين بالخارجية المصرية وعدد من رجال الأعمال والمسئولين المصريين، جاء لـ"إسرائيل" لمناقشة سبل دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين فى إطار اتفاق "الكويز". منوهة إلى أن الوفد المصري وصل لتل أبيب صباح يوم الخميس، وكان من المقرر أن يعقد سلسلة من اللقاءات، لكن بعد فترة وجيزة من بدء جلسة المناقشات تلقى رئيس الوفد المصري فى الاجتماع مكالمة هاتفية ، من السفارة المصرية بتل أبيب، أبلغته فيها بأنه صدر قرارا من القاهرة يدعوه إلى وقف جلسة المناقشات التى تجرى حالياً، والعودة فوراً إلى القاهرة. بعدها اعتذر الوفد المصرى عن مواصلة المناقشات، موضحاً بأن القرار صادر عن جهات سيادية. ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر مصري قوله:-" إن أعضاء الوفد المصري عادوا إلى القاهرة فى نفس اليوم مساء، رغم وصولهم فى نفس اليوم إلى تل أبيب" .ومن جانبها أعربت الخارجية الصهيونية عن أسفها للقرار المصري بوقف المناقشات الربع سنوية لاتفاق "الكويز" والتي أقيمت هذه المرة فى "إسرائيل" بمقر وزارة الصناعة والتجارة الصهيونية، زاعمة بأن هذا القرار يوجه رسالة سلبية لرجال الأعمال "الإسرائيليين" بعدم التعامل مع نظرائهم المصريين، معربة فى ذات الوقت عن أملها أن يتم استئناف تلك المناقشات فى أسرع وقت ممكن. واستدركت الصحيفة العبرية قائلة بأن الجانبين المصري والصهيوني حاولا فى الساعات الأخيرة التغلب على خلافاتهما، وعدم توتير العلاقات بينهما، عندما قام " ياسر رضا" السفير المصري لدى تل أبيب، بالاتصال هاتفياً بكبار المسئولين بالخارجية الصهيونية وأوضح لهم بأن الوفد المصري أوقف مناقشاته الاقتصادية فى "إسرائيل" وعاد للقاهرة مرة أخرى، لأسباب فنية، ولإجراء مشاورات مع المسئولين بالقاهرة. وزعمت "هاآرتس" بأن السفير المصري أكد فى اتصاله الهاتفى بأن القرار ليس تعبيراً عن عدم رضاء مصر من قرار الحكومة الصهيونية بشأن الجندي "شاليط"، وأنها تأمل فى إجراء حوار مثمر مع "إسرائيل" مستقبلاً

ليست هناك تعليقات: