السبت، ٧ فبراير ٢٠٠٩

رغبة النظام المصري في إضعاف "حماس" لخوفه من انتشار الإسلام السياسي في مصر

ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في مصر، أن الحرب الإسرائيلية على غزة وضعت مصر على المحك في وساطتها بين الفلسطينيين وإسرائيل، بعدما وجدت نفسها، شأنها شأن الكثير من الدول العربية، ممزقة بين رغبتها في مساعدة الفلسطينيين ورفضها لحركة "حماس" وأنصارها الإيرانيين، لكن في حال نجاحها في التوصل لوقف إطلاق نار علي المدى الطويل بين الجانبين سيؤدي ذلك إلى تأكيد مكانتها من جديد باعتبارها صوتا مؤثرا في الشرق الأوسط.وأوضح جيفري فيلشمان مراسل الصحيفة بالقاهرة، أن رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان يبذل جهدا كبيرا في التفاوض مع الإسرائيليين والفلسطينيين المعتدلين في حركتي "فتح" و"حماس"، لدعم جهود مصر في استمرار التهدئة مع إسرائيل، وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة.لكنه أكد أن القاهرة تواجه تحديا كبيرا لاستعادة صورتها وسمعتها كقوة إقليمية كبيرة ومؤثرة في المنطقة، ولاسيما بعد بروز دور حليفتها السعودية في المنطقة مؤخرا وتزايد نفوذها كلاعب أساسي في الشئون العربية، في الوقت الذي ينظر إلى إيران التي تربطها علاقات وثيقة بسوريا و"حزب الله" في لبنان على أنها خليط يشكل خطرا أساسيا وتحديا لدور مصر الإقليمي في منطقة تعاني من عدم الاستقرار مثل الشرق الأوسط. وقال إن مصر قلقة من أن تكون العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، قد أدت إلى انقسام العالم العربي إلى شقين، يمثل أحدهما الدول المعتدلة، بينما يمثل الآخر الدول المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل، وإن مصر ترى أن تحقيق تهدئة طويلة بين إسرائيل و"حماس" وتخفيف حدة القتال بين الفصائل الفلسطينية، سيساعدها بالتأكيد علي استعادة مكانتها ودورها كقوى بارزة، وخاصة مع خوفها من أن يرفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجديد المعونة الأمريكية لمصر.ونقلت الصحيفة عن مصطفى كامل السيد، أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، إن "مصر ترغب في أن تثبت للإدارة الأمريكية الجديدة أنها دورها هام من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، غير أن انعدام الثقة والخلافات السياسية بين حركتي "فتح" و"حماس"، يضر بتقدم مسار السلام في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أكد المراسل. في حين أكد الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة للصحيفة، إنه في حال فشل مصر في تحقيق مصالحة فلسطينية، فإن ذلك سيكون بمثابة ضربة جديدة لقوة نفوذها الإقليمي، وقوتها في التفاوض والوساطة ستهوى أمام إسرائيل، وسيتم في النهاية ظهور أدوار جديدة فاعلة مثل سوريا وإيران والسعودية تتدخل في القضية الفلسطينية.وأوضح فيلشمان، أنه على الرغم من أن مصر لم تكن دائمة ناجحة في إدارة الأزمات، إلا أنها قادرة على استيعاب طبيعة الأمور سواء على المستوى الدبلوماسي أو الجغرافي، كما أنها تحظى بثقة إسرائيل، وكل ذلك يُلقي بالضغوط على الحكومة المصرية التي تواجه الأزمة في قطاع غزة في ظل الأزمة الاقتصادية مع التوتر السياسي في الداخل.وأشار إلى أن غضب المصريين من عدم فتح معبر رفح بشكل دائم أثناء الحرب الأخيرة وعدم دخول المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كامل، أظهر بما لا يدع مجالا للشك رغبة النظام المصري في إضعاف "حماس" وعدم منحها الشرعية لارتباطها بعلاقات وثيقة مع حركة "الإخوان المسلمين" المعارضة، وخوف النظام المصري من انتشار الإسلام السياسي الأصولي في مصر.وقال إن هذا جعل مصر مثلها مثل باقي العالم العربي منقسمة بين مساعدة الفلسطينيين وبين رفض حركة "حماس"، كما أدت حالة الانقسام العربي التي ظهرت خلال الحرب الأخيرة إلي تعميق الخلافات السياسية في المنطقة، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح في قمة الدوحة، التي حضرتها إيران وقاطعتها كل من مصر والسعودية، حيث تم انتقاد مصر بأنها تفضل العمل وفقا لمصالحها مع الولايات المتحدة عن مساعدة الفلسطينيين.وأبرز مراسل الصحيفة، أن حركة "الإخوان" التي تمتلك 20 % من مقاعد البرلمان المصري، حاولت الاستفادة من الأزمة في غزة، لكن كل تلك المحاولات تم السيطرة عليها من قبل السلطة وتم اعتقال بعض من أعضائها، بسبب حشدها المظاهرات ضد ما وصفوه بتخاذل النظام المصري فيما يخص غزة.
كتبت نادين عبد الله (المصريون): : بتاريخ 7 - 2 -

ليست هناك تعليقات: