السبت، ٢٨ فبراير ٢٠٠٩

تقرير أمريكي: "حماس" باتت بعد الحرب على غزة حقيقة لا يمكن تجاهلها

أكد تقرير صحافي أمريكي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باتت بعد الحرب على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حقيقةً لا يمكن تجاهلها.وقال التقرير الذي نشرته مجلة تايم الأمريكية، اليوم السبت: إن حماس لم تنجُ من الحرب "الإسرائيلية" التي كانت تهدف إلى تقويض قدرة الحركة العسكرية وحسب، بل تفوقت -بفعل ضبابية الحرب- على منافستها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).وشددت على أن الجهد الدولي لإعادة إعمار غزة يواجه حقيقة سياسية لا يمكن تجاوزها، وهي أن شيئا لن يحدث في غزة دون موافقة وتعاون "حماس" التي ما زالت تسيطر على القطاع.وأشار التقرير إلى الزيارة التي قام بها السيناتور الأمريكي جون كيري إلى غزة، والتي لم تلقَ ترحيبًا من المسئولين الصهاينة لاسيما أنها تسلط الضوء على انهيار الجهود "الإسرائيلية" والأمريكية الرامية لعزل حماس في القطاع.وذكرت مجلة تايم في تقريرها أنه رغم أن كيري وغيره من السياسيين الدوليين الذين زاروا غزة تحاشوا الحديث مع حماس، إلا أنهم أدركوا جميعًا أن التخلص مما خلفته الحرب "الإسرائيلية" من فوضى إنسانية يتطلب البحث عن طريقة للوصول إلى حماس التي تنامت شعبيتها في أوساط الفلسطينيين.عبثية جهود الإطاحة بحماس:وتابع التقرير يقول: إن الحملة العسكرية التي كانت تهدف إلى كسر قبضة حماس على القطاع ربما أرغمت العديد من حلفاء "إسرائيل" على الإقرار بعبثية الجهود للإطاحة بالحركة عبر الضغوط العسكرية والاقتصادية.وفيما يتعلق بمؤتمر المانحين الذي سيعقد في شرم الشيخ المصري الثلاثاء القادم، والذي لم تتلقَّ حركة حماس دعوة لحضوره، يؤكد تقرير المجلة الأمريكية أن سيطرة حماس على القطاع حقيقة لا ينبغي أن تغيب عن بال هؤلاء الذين سيحضرون المؤتمر، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.وأشار التقرير إلى أن القاهرة تحتضن اجتماعات المصالحة بين حركتي فتح وحماس لقناعة القادة المصريين بأن الأخيرة حقيقة سياسية لا يمكن تجنبها في غزة.ودعم التقرير ما ذهب إليه بالدعوة التي وجهها مجموعة من كبار الدبلوماسيين يوم الخميس إلى الولايات المتحدة و"إسرائيل" لمشاركة حماس في العملية السلمية.وجاء في هذه الدعوة المشار إليها أن أي فكرة حول "عملية السلام" تنطوي على تجاوز حماس قد تسير في نفق عالم أساطير الشرق الأوسط الخاصة بإدارة الرئيس السابق جورج بوش.الحرب أكسبت حماس الشرعية الدولية:من جانبه، يرى "ألوف بن"، المحلل السياسي في صحيفة هاآرتس أن الضرر الأساسي الذي سببته الحرب على غزة يتمثل في حصول حركة "حماس" على الشرعية الدولية كحاكمة في قطاع غزة، وفي التأييد المتعاظم لحوار المصالحة الفلسطينية الذي سيعيد "حماس" إلى القيادة الفلسطينية، بينما كانت إسرائيل تهدف "من حربها إلى عزل هذه الحركة وتقويض حكمها، وها هي الآن تتعرض لضغوط من أجل فتح المعابر في غزة ورفع الحصار".وأضاف الكاتب أنه بدلاً من أن تحضر وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى "إسرائيل" للتباحث في لجم التهديد الإيراني، فإن زيارتها الأولى للمنطقة ستتناول تقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة الذين تضرروا من عملية الرصاص المصبوب، "ولعل هذا هو الضرر الأكبر" لإسرائيل.

ليست هناك تعليقات: