السبت، ٢٨ فبراير ٢٠٠٩

تقرير فرنسي: مبارك لا يحرص على وضع صوره في الميادين العامة ومستشاروه الإعلاميون يقومون بذلك تقربا إليه

أكدت صحيفة فرنسية أن الرئيس المصري حسني مبارك لا يحرص كباقي زعماء الدول العربية على وضع صورته بكل الميادين والشوارع، إلا أن بعض مستشاريه الإعلاميين يقومون ببعض التصرفات دون علمه بهدف التقرب كوضع صوره في المحطات العامة والدواوين الحكومية.وقالت صحيفة "نوفال أوبزرفاتور" الفرنسية، في تقرير لها بعنوان "صناعة رئيس عربي" تناولت فيه طريقة تلميع أكثر من 35 حاكمًا عربيًا، إن مبارك يبتعد عن المظهرية التي تمتع بها سابقوه خاصًة أنور السادات ومحمد نجيب. وقالت إن الدعاية لمبارك صورته في البداية كرجل سلام فأظهرته بالملابس العسكرية سواء بمفردة أو مع عدد من القادة العسكريين أثناء حرب 1973م، وقد اختفت صورته العسكرية وحلت محلها صورته كرجل اقتصاد وزراعة وصناعة وكانت أشهر صوره بجوار مشروع "توشكي"، ووسط سنابل القمح.وأكدت أن الرئيس محمد نجيب ظهر برع في الدعاية السياسية، حيث قام إنشاء وزارة الإرشاد القومي التي انحصرت مهمتها في تمجيد "ثورة الضباط الأحرار"، وخلق صورة ذهنية حول الرئيس في ذهن المواطن المصري.وأشارت إلى أن الصحف الحكومية كانت تخرج بعناوين على شاكلة "الرئيس يسمح بتفتيشه بقصر القبة"، في دلالة على تواضعه، "الرئيس اللواء محمد نجيب تناول وجبة الغذاء في دار الرياسة وكانت مؤلفة من الخبز والجبن الأبيض والبطيخ وهو لا يأكل حتى يشبع، وإنما يأكل ما يساعده على تصريف الشئون المختلفة لمصلحة الوطن".وقالت إن عهد نجيب شهد خروج العديد من الألقاب الرئاسية كـ"جندي مصر الأول"، و"منقذ مصر"، و"رجل العهد الجديد"، إضافًة إلى العديد من الأخبار التي تكسبه حب الجماهير مثل "الصحف الغربية تشييد بحكمة الرئيس وتحركه الواعي" و"الرئيس محمد نجيب يمتلك قلب طيب له خضرة الوادي وصفاء جوه، كما يصلي في مساجد الأولياء ولا يأنف من الجلوس إلى جوار الشعب والتربيت على أكتافهم وكأنه واحد منهم".وانتقالاً إلى الرئيس جمال عبد الناصر، قالت "نوفال أوبزرفاتور" إن الرئيس جمال عبد الناصر سخر الإعلام لمحو صورة نجيب من ذاكرة الشعب المصري، فاستحدث منصب السكرتير الصحفي للرئيس التي كانت مهامه تتركز في إعطاء التعليمات لرؤساء التحرير الصحف والمصورين بما يخدم أهداف الرئيس وسياساته.ولفتت إلى أن عبدالناصر لم يتعب كثيرا، لأنه كان يتمتع بـ"كاريزما" ساعدته على كسب حب الجماهير، وطمس محمد نجيب من ذاكرة المصريين، مضيفة أن الفرصة الأولى لزيادة شعبية ناصر إعلاميا جاءت بعد محاولة اغتياله عام 1954م فخرجت الصحف ولقبته بالرجل الشجاع الذي لا يخشى الموت والقادر على تحمل المسئولية والاعتراف بالخطأ.وبعد هزيمة 1967، خرج الإعلام الموالي لناصر بإضافة عدد من الألقاب له منها زعيم الأمة والقائد والملهم والزعيم والبطل وبطل العروبة، كما ابتدع فكرًا جديدًا للدعاية عبر تقريب بعض المطربين ذوي الشعبية الجارفة في مصر والوطن العربي كعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب.وألمحت إلى أن الصورة الفوتوغرافية لعبت دورا عظيمًا لعبد الناصر حيث كانت تكرس صورته الذهنية بكل ما فيها من مهابة وبساطة فصورته كزعيم وهو رافع يده محييا شعبه وأمامه عدد غفير من البشر.أما السادات، فأكدت الصحيفة أنه كان مختلفًا تمامًا عن سابقيه، حيث حرص على التقاط صور له وهو يصلي مع التركيز على جبهته التي تظهر عليها "علامة الصلاة"، إضافًة إلى صوره وهو يجلس على الأرض كعادة الفلاح المصري. وبعد حرب 1973م، اختلف نمط الدعاية للسادات حيث سمح لبعض المصورين والصحفيين باختراق حياته الخاصة والتقاط صورا له في أوضاع لم يعتد المواطن المصري أن يرى رئيسه فيها، حتى وصل الأمر إلى درجة تصويره بالملابس الداخلية والصابون على وجهه وهو يحلق ذقنه.
المصريين

ليست هناك تعليقات: